اخبار الأدب والثقافة

الأحد، 7 أغسطس 2011

معامل رقمية للنهوض بقدرات مكتبة الإسكندرية


معامل رقمية للنهوض بقدرات مكتبة الإسكندرية

معامل رقمية للنهوض بقدرات مكتبة الإسكندرية

بوابة الوفد : كتبت - أميرة عوض:

تعد المكتبات الرقمية الخيار الأمثل لإتاحة المعرفة للجميع، في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة؛ حيث تمثل وسيطا مثاليا لنشر المعرفة في عصرنا الحالي، والآداة العملية لحفظ التراث الثقافي للأجيال القادمة. لذا، تسعى مكتبة الإسكندرية إلى أن تكون مؤسسة رائدة في العصر الرقمي ليصبح ذلك هدفا من أهدافها الأساسية الأربعة. وتتبنى مكتبة الإسكندرية التقنيات الحديثة في بناء المجموعات الرقمية؛ حيث يتم ذلك في بعض الأحيان بالتعاون مع الهيئات المحلية والإقليمية والعالمية مثل مكتبة الكونجرس والمكتبة الوطنية الفرنسية ومؤسسة قطر.

وفي هذا الإطار، قام المعهد الدولي للدراسات المعلوماتية التابع لمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع قطاعات المكتبة المختلفة، بالعديد من المبادرات التي تهدف إلى إتاحة المعرفة للجميع في صورة رقمية. ويعمل المعهد على تهيئة البيئة التكنولوجية والأدوات التقنية اللازمة لإقامة المشروعات الرقمية، مما يعزز الابتكار الذي يميز روح مكتبة الإسكندرية قديما وحديثا. كما يسعى المعهد، تماشيا مع أهداف المكتبة، إلى الارتقاء بالبحث العلمي وتعزيزه وتطوير الأنشطة والمبادرات التي تهدف إلى بناء مكتبة رقمية على النطاق العالمي بالشراكة مع المؤسسات المتخصصة العالمية، بما يثري البحث العلمي وأفكار التطبيقات الرقمية.

وتؤمن مكتبة الإسكندرية بأهمية ألا يتحدد دور المكتبات في رقمنة مجموعاتها فقط، بل أن يمتد إلى تهيئة المناخ اللازم للإنتاج المعرفي الذي يتحقق من خلال البحث العلمي. وتوفر المكتبة للباحثين وطلبة التعليم العالي، في هذا السياق، البنية التحتية الأساسية التي تساهم في هذا الدور؛ ومنها: الحاسب الآلي فائق السرعة Supercomputer، والتفاعل الافتراضي في تطبيقات العلوم والتكنولوجيا (VISTA)، وهما يمثلان أدوات بحثية مهمة تساعد الباحثين على إجراء أبحاثهم بطريقة أكثر كفاءة وفي وقت أقل وبصورة تفاعلية تساعد الباحث على وضع تصور أعمق لموضوع بحثه.

ويعد المعمل الرقمي بالمكتبة مسرح العمليات الرئيسي الذي يعمل على إتاحة المعرفة للجمهور في شكل رقمي، بما يقدمه من خدمات رقمية متخصصة، جعلت من مكتبة الإسكندرية مركزا دوليا رائدا في إنتاج محتوى رقمي باللغة العربية، مما دعا العديد من الجهات المتخصصة في المجال إلى التواصل مع المكتبة للتدريب على رقمنة المحتوى العربي؛ مثل: المكتبة الإلكترونية العربية والشرق أوسطية التابعة لجامعة Yale بالولايات المتحدة الأمريكية، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، وغيرهم.

ولمعالجة وإدارة المحتوى الرقمي، أنشأ قطاع الاتصالات والمعلومات بمكتبة الإسكندرية مستودع الأصول الرقمية "دار" ليكون بمثابة نظام شامل يعمل على إنتاج وحفظ ونشر وأرشفة جميع أنواع المواد التي تتم رقمنتها داخل المكتبة أو تلك التي يتم الحصول عليها من مصادر أخرى، سواء كانت كتبا أو صورا أو خرائط أو أفلاما أو غيرها؛ حيث يتيح النظام الوصول إلى المجموعات الرقمية من خلال البحث على الإنترنت والاستعانة بأدوات التصفح.

ويمثل مستودع الأصول الرقمية نموذجا دائم الابتكار والمواكبة لما هو جديد من تكنولوجيا ومفاهيم في مجال المكتبات الرقمية. وقام قطاع الاتصالات والمعلومات ببناء هذا النظام باستخدام برمجيات حرة مفتوحة المصدر لتدير عملية الرقمنة وزيادة ديناميكية العمل بمرونة توفر إمكانية التعاون مع مؤسسات أخرى مثل شركاء مشروع المليون كتاب، إضافة إلى تحسين تداول الأصول الرقمية.

ويحتوي مستودع الأصول الرقمية حاليا على أكثر من 180 ألف كتاب بحيث تصل نسبة الكتب العربية منهم إلى أكثر من 93% لتصبح أكبر مكتبة رقمية عربية على الإنترنت. وعملت مكتبة الإسكندرية، من خلال آخر إصدار لها من مستودع الأصول الرقمية، على تزويد المستخدم بأدوات تدعم تفاعله مع المحتوى الرقمي مثل توفير خاصية أدوات لتسجيل الملاحظات داخل الكتاب الرقمي -وهي الأولى من نوعها- حيث يستطيع القارئ وضع خطوط تحت أسطر معينة من نص الكتاب أو تظليل فقرات معينة أو حتى إضافة ملحوظات وتعليقات شخصية في صفحات الكتاب، مما يتيح للقارئ قدرا كبيرا من الخصوصية في تفاعله مع المحتوى تماثل تلك الموجودة في الكتب المطبوعة غير الرقمية.

كما يمكّن النظام الجديد لمستودع الأصول الرقمية القارئ من تكوين "مكتبته الشخصية" من خلال حفظ وترتيب الكتب المفضلة لديه في مجلدات خاصة. ويتيح النظام الجديد أيضا مشاركة المحتوى بين أكبر عدد من المستخدمين من خلال أدوات المشاركة والتضمين على الشبكات المجتمعية المختلفة؛ مثل "فيس بوك" و"تويتر" وغيرهما، مع إمكانية تقييم الكتب أو إضافة تعليقات.

وفي إطار حفظ حقوق المؤلف والناشر، توفر المكتبة الرقمية الاطلاع الكامل على جميع الكتب التي لا تخضع لحقوق الملكية الفكرية والتي يبلغ عددها حوالي 19 ألف كتاب، بينما يمكن الاطلاع على 5% فقط من محتوى الكتب التي تخضع لحقوق الملكية الفكرية. أما إذا كان الزائر يتصفح الكتب الرقمية من داخل مكتبة الإسكندرية فيمكنه تصفح كافة الكتب كاملة.

كما قامت مكتبة الإسكندرية بعدة مشروعات رقمية لتوثيق تاريخ مصر من عدة زوايا؛ منها: الأرشيف الرقمي لقناة السويس، والأرشيفان الرقميان للرئيسيين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، وإطلاق نسخة رقمية من كتاب وصف مصر، وكتاب الفن العربي الذي يوثق تاريخ الفن الإسلامي في مصر خلال القرن التاسع عشر.

وقد بدأ فريق عمل مشروع ذاكرة مصر المعاصرة مؤخرا في توثيق ثورة 25 يناير 2011، وذلك في إطار دور مكتبة الإسكندرية في الحفاظ على التراث المصري والنمو بالفكر التوثيقي في كافة المجالات. وسيتيح توثيق الثورة للمصريين وغيرهم الاطلاع على كافة المواد المتعلقة بالثورة؛ مثل: الصور، والوثائق الرسمية كالقرارات، وغير الرسمية مثل المنشورات، إضافة إلى الأرشيف الصحفي، والصوتيات كالأغاني، ومقاطع الفيديو، وغيرها من المواد.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More