الشاعرة مريم الصيفي: في طفولتي كنا نفرح بمدفع جبل القلعة
جريدة الرأى : عمان - سميرة عوض – 18/8/2011
نتابع اليوم يوميات الشاعرة مريم الصيفي الرمضانية،المولودة في قضاء القدس، والتي هاجرت من فلسطين إثر نكبة 1948، أنهت دراستها الثانوية في مدارس عمان، وتخرجت من قسم اللغة العربية بالجامعة الأردنية 1968، حصلت على الدبلوم العامة في التربية من جامعة الكويت 1978، عملت مدرسة للغة العربية في المملكة العربية السعودية، والكويت، وعادت إلى الأردن 1990 لتعمل بالتدريس أيضاً.
نشرت العديد من قصائدها في الصحف الكويتية والأردنية، من دواوينها الشعرية: «انتظار» 1996، «صـلاة الســـنابل»، «عناقيد في سلال الضوء»، و»أغانٍ للحزن والفرح»، كما أصدرت كتابها» فضاءات شعرية شعر وسير ذاتية لرواد الصالون الأدبي»، وهي عضو رابطة الكتاب الأردنيين، شاركت في كثير من الأمسيات الشعرية. لها صالون أدبي شهري في منزلها بالأردن، بدأته منذ عام 1988حينما كانت تعمل بالكويت.
ماذا عن طريقة استقبال هلال رمضان.. في طفولتك؟
لاستقبال هلال رمضان في طفولتي طقوس جميلة، حيث كنا ننتظره بفارغ الصبر وتكون فرحتنا كبيرة لأنه شهر مختلف عن بقية الشهور في كل شيء فنفرح حينما تطلق المدافع من جبل القلعة تعلن ابتداء شهر رمضان الذي كان يأتينا بالخيرات.
متى بدأت في الصوم... وطقوس تعويد الطفل على الصيام؟
بدأت بالصيام في التاسعة من عمري، وأذكر في تلك الأيام أن رمضان كان يأتي في الصيف والنهار طويل جداً .. فكنا نقاسي كثيراً من العطش، وأنتظر الإفطار على كأس من العرق سوس الذي يطفئ العطش والذي كنا نصنعه في البيت.
ماذا عن طقسك اليومي في رمضان؟
طقسي اليومي في رمضان لا يختلف عن طقوس من حولي من الناس حيث يقضى النهار جزء منه في الصلاة وقراءة القرآن، وجزء في إعداد طعام الإفطار حيث طلبات الأسرة لتجهيز الأكلات الخاصة برمضان، وجزء في متابعة الأخبار أو بعض المسلسلات ، أما الليل فجزء للصلاة وخاصة صلاة التراويح، وجزء لاستقبال الزوار أو زيارة الأقارب والأهل..
ماذا تقرأين في رمضان؟ وماذا تتابعين تلفزيونيا؟
في كل رمضان أسعى دائماً لختم القرآن الكريم، قراءةً وفهماً، وأقرأ شيئاً من السيرة، ومتابعة لفقه العبادات، والمتابعة التلفزيونية تكون للأخبار من جهة، وقليلاً من المسلسلات المنتقاة.
وماذا تفضلين من المطبخ الرمضاني...
ما أفضله في مطبخ رمضان الشوربات والسلطات، وخاصة الفتوش، ولا أحب أن أثقل كثيراً في الإفطار، أما الحلوى المفضلة فهي القطايف..
تكثر في هذا الشهر الولائم الرمضانية... فماذا عنها؟
اعتدنا في رمضان على الولائم الرمضانية المتبادلة بين الأهل والأقارب، ولكنني في الأعوام القليلة الماضية خففت منها كثيراً، بسبب عدم مقدرتي الصحية على الوقوف في المطبخ، وتجهيز الطعام للأعداد الكبيرة من المدعوين، فالسن له حكمه.
ربما كانت السهرات الرمضانية بديلاً عن الولائم..
في رمضان يحلو السهر مع الأهل والأقارب والأصدقاء وأجمل السهرات الرمضانية التي أحبها هي لقاء صالوني الأدبي الرمضاني، ففي كل عام لنا لقاء رمضاني تكون له نكهته الخاصة، وكل عام والجميع بخير إن شاء الله.
كيف ولدت فكرة الصالون الأدبي وبمن تأثرتِ؟ وكيف انتقلت من الكويت إلى عمان؟
لطالما حلمت بأن أكون صاحبة صالون أدبي يلتقي فيه الشعراء والأدباء والمثقفون والمبدعون بكل ألوان ابداعتهم، ويكون له أثر في إضافة لبنة جديدة في صرح الثقافة العربية...ظل هذا الحلم يراودني فترة طويلة من الزمن، كنت كلما قرأت عن صاحبات المجالس الأدبية في العصور القديمة، وصاحبات الصالونات الأدبية في العصور الحديثة ازداد إعجابي بما صنعن، وبما قدمن، وازدادت رغبتي في تحقيق ذلك الحلم. لقد قرأت عن الكثيرات من صاحبات المجالس الأدبية في الجاهلية والاسلام ومنهن هند بنت ألخس، وجمعة بنت حابس، وأم جندب زوجة أمرىء القيس، وخرقاء، وعمره وسكينة بنت الحسين، وولادة بنت المستكفي وحفصة الراكونية. وقرأت كذلك عن سيدات الصالونات الأدبية في العصر الحديث ومنهن نازلي فاضل التي صبغ صالونها بالصبغة السياسية، ولبيبة هاشم صاحبة مجلة الفتاة، وهاتان كانتا قبل مي زيادة في مصر، أما في سورية فقد قرأت عن مريانا مراش في حلب وماري عجمي في دمشق. أعجبت كثيرًا بهذه الشخصية الأدبية الفذة وبصالونها الأدبي وأثره على الثقافة والمثقفين وحلمت طويلا بأن أحقق شيئا مما حققت.
ولدت لدي تلك الفكرة ودخلت حيز التنفيذ حين شجعني زوجي على ذلك ونحن في الكويت، حيث عشت هناك سبعة عشر عامًا، وكانت الساحة الثقافية في الكويت ساحة واسعة غنية، فكنا نحضر الأمسيات الشعرية والندوات والمهرجانات في الكثير من المؤسسات الثقافية.
راقت الفكرة للكثيرين منهم، فبدأت اللقاءات في منزلنا في الفروانية في أواخر العام 1987، وصرنا نلتقي لقاءات نصف شهرية، واستضاف بعض الاخوة الشعراء هذه اللقاءات أحيانا في منازلهم، إلا أن جل اللقاءات كانت تعقد في منزلنا... بقيت اللقاءات مستمرة حتى العام 1991 حينما تركنا الكويت وعدنا إلى الأردن بعد غزو العراق للكويت.
في الأردن بدأتُ بعقد هذه اللقاءات في منزلنا حيث عاد الكثيرون من الشعراء الذين كانوا في الكويت وتواصلت مع الكثير من الشعراء والأدباء والمثقفين في الأردن، وكثيرون منهم أعجبتهم الظاهرة التي تجمع هؤلاء الأدباء والمثقفين في جو حميمي أسري تتم فيه القراءات والحوارات والنقد الانطباعي الذي يخلو من المجاملات، ويتم التعارف كذلك بين الكثيرين من الأدباء.