ياميش ومكسرات
بوابة الأهرام : ـ أسامة الألفي ـ 15/8/2011
عرف أدباء القرن الماضي بحلاوة الروح ونقاء النفس, وكانت لهم مواقف وقفشات ساخرة مع بعضهم, وبرغم مرارتها فإنها لم تفسد للود قضية بينهم,
لدفء العلاقات التي كانت تربطهم, وفي هذه القفشات والمواقف ما يسلي الصائم, فهي أشبه بالياميش والمكسرات التي يستلذها المرء بعد طول صيام.
> الجود الكلامي:
كان الشاعران محمود غنيم ومحمد الأسمر صديقين لدودين, تجمعهما الشاعرية والصداقة وخفة الظل, وكان يحلو لكل منهما اتهام الآخر بالبخل, فداعب غنيم صديقه الأسمر قائلا:
يا صديقي قد فحصناك
فكان البخل داءك
صم إذا ما الضيف جاءك
وامنح الضيف عشاءك
خذ نقيع الجود واشربه
تجد فيه دواءك
فرد الأسمر بقصيدة علي ذات القافية:
يا صديقي أنت في شعرك
لم تلبس رداءك
قد عرفناك صغيرا
وتبينا سخاءك
فأطال الله للجود
الكلامي بقاءك
> حافظ إبراهيم وتفسير الأحلام:
استضاف سعد باشا زغلول يوما في مصيفه بعض أصدقائه, وكان من بينهم حافظ إبراهيم والسياسي د.محجوب ثابت, وفي صباح اليوم التالي روي د.ثابت لسعد باشا حلما رآه, قال: رأيتني راكبا جملا كبيرا, ومن خلفي يسير عدد كبير من الحمير, ثم جاءني رجل معه رسالة من شخص عظيم وأعطاني إياها, فنظر سعد باشا الي حافظ إبراهيم وقال: فسر له الحلم.
قال حافظ: أما الجمل الذي يركبه فهو دخوله مجلس النواب, والرسالة تفيد تكليفه بوزارة الصحة, قاطعه د.ثابت متسائلا: والحمير؟.. أجاب حافظ: هؤلاء من انتخبوك لمجلس النواب!
> الحال من بعضه:
ومن فكاهات حافظ إبراهيم أيضا أنه كان جالسا ذات يوم في حديقة داره في حلوان, ودخل عليه الأديب عبدالعزيز البشري, وهو من كبار الظرفاء, وبادره بقوله: يبدو أن نظري ضعف, لقد رأيتك من بعيد فتصورتك واحدة ست!.. فرد حافظ: الحال من بعضه يا عبدالعزيز, أنا كمان رأيتك وأنت جاي أفتكرتك راجل!