اخبار الأدب والثقافة

السبت، 20 أغسطس 2011

وكالة أنباء الشعر العربى : الشاعر الكبير سميح القاسم : لو كان درويش حيّاً لرقص معي حافياً

الشاعر الكبير سميح القاسم : لو كان درويش حيّاً لرقص معي حافياً

وكالة أنباء الشعر / متابعة السبت, 2011.08.20 (GMT+3)

كان عليهم أن يتّصلوا بي ليكون "في حضرة الغياب" عملاً جيّداً

خلال الاحتفالات بالذكرى السنويّة الثالثة لرحيل الشاعر الكبير محمود درويش، وفي لقاء له نشرته صحيفة العرب اللندنيّة، تحدّث الشاعر الفلسطينيّ الكبير سميح القاسم عن مصادفة جرت له العام الماضي حين كان عليه إجراء عملية جراحية قائلاً : فوجئت بدعوة من المستشفى لإجراء هذه العملية في التاسع"9" من أب وهو تاريخ وفاة محمود درويش...وقد تركت هذه المصادفة في نفسي أثرا عميقا.

لم أستوعب هذا الرحيل..

وحول مرور ذكرى وفاة درويش يتابع القاسم حديثه : لم أستوعب بعد هذا الرحيل وأكاد أشك في كل هذا.وفي حفل رأس السنة الأخير تذكرت أننا كنا نقضي معظم احتفالات رأس السنة معا..وقد ضبطتني زوجتي وأنا أطلب رقما، فقالت من تطلب؟ وأصرت على أن تعرف، فقلت لها إن محمود يلعب لعبة التخفي ولم يمت وخيّل لي أنني حين أطلبه سيرد وسيأتي ويسهر معنا ليلة رأس السنة، فصعقت زوجتي وتركتني في حالة بين الغيبوبة والوعي وبين الصحو والسكرة الروحية، حقيقة يصعب علي كثيرا أن أستوعب رحيل محمود درويش.

أمّا عن توقّعه لموقف صديقه درويش ممّا جرى ويجري على الساحة العربيّة الآن قال :

أنا على يقين تماما من أنه كان سيأتي معي لنرقص معا حافيين في شارع الحبيب بورقيبة أمام المسرح البلدي الذي قدمنا فيه أكثر من أمسية شعرية.

أعرفهم قبل رحيلي وبعده

وهنا يوجّه القاسم رسالة إلى درويش مفادها أن بعض الحمقى والجهلة "على حدّ تعبيره" يستغربون أننا كنا نختلف أحيانا حول موقف سياسي أو لوحة تشكيلية أو امرأة أو قصيدة..وأن من أسميهم عجائز زوربا الذين يسرقون الموتى ويسطون على أشيائهم وذكراهم،كثر اليوم، وكان سيضحك حين أقول له هذا الكلام ويقول : أعرفهم قبل رحيلي وبعد رحيلي.

ليس من حقّنا الحكم على مسلسل قبل أن ينتهي

وعن نظرته لمسلسل "في حضرة الغياب" الذي يتناول سيرة محمود درويش خاصة بعد الضجة التي أحدثها في الأوساط الثقافية منذ عرض حلقاته الأولى يجيب :

أولا ليس من حقنا أن نحكم على المسلسل قبل أن ينتهي.. ولكن طبعا أنا لدي بعض التحفظات على هذا العمل، فالمنتج والمخرج وكاتب السيناريو هم أحرار وليس ملزمين بأن يتصلوا بي، ولكن من أجل أن يكون عملا جيدا كان عليهم أن يتصلوا بي دون أي إنسان آخر أو جهة أخرى..لأنه ليس هناك إنسان يمكن أن ينصف أو يعرف محمود درويش أكثر مني وهذا أمر مفروغ منه...ودون شك أعتقد أن هناك تسرعا في إنتاج المسلسل.

مؤسسة محمود درويش لم تقاطع المسلسل

ومن ناحية ثانية أنا أرفض الدعوة لمنعه من البث ومقاطعته..هي أيضا دعوة مستعجلة وغير مبررة لا فنيا ولا أخلاقيا ولا ثقافيا ولا سياسيا...وأستغرب من هذه الجهة التي تريد منعه من البث..يقال إنها مؤسسة محمود درويش وبوصفي عضوا في إدارة هذه المؤسسة لم يطرح هذا الموضوع أمامي ولم نبتّ فيه كمؤسسة، وأنا أستغرب أن يكون هناك شخص ما في هذه المؤسسة يتخذ قرارا ما بهذه الخطورة دون الرجوع إلى مجلس المؤسسة،بقدر ما أستغرب كذلك التسرع في إنتاج المسلسل.ولأنني من ضحايا الرقابة وسجنت بسبب الرقابة على الأدب وصودرت كتبي بسبب هذه الرقابة..ولذلك فلا يمكن أن أقبل بدور الرقيب ولا يحق لأحد من أن يمنع مسلسلا من البث كائنا من كان.

وليس هناك أولى مني بالحكم على هذا العمل أو ذاك بشأن محمود درويش...ولا يوجد مؤسسة أو جهة إنتاجية أو جهاز له الحق الأخلاقي والأدبي بأن يتطاول بهذه الفظاظة والفجاجة على ذكرى محمود درويش، لا من حيث الإنتاج ولا من حيث معارضة الإنتاج.

ولذلك أدعو إلى التزام الأخلاق واحترام ذكرى محمود درويش والتخطيط مستقبلا لما هو أفضل إذا كان هناك نية في إنتاج عمل جيد عن محمود درويش بعيدا عن صراع الديكة ولعبة المصالح التجارية والدعائية الضيقة والتافهة.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More