10:48 م
موقع الشاعرة إيمان يوسف
هارون الرشـيد خليفة الجدل
الشروق : - هشام أصلان الاحد 7 اغسطس 2011 12:02 م
«هارون الرشيد» للكاتب أحمد أمين، من الكتب القليلة التى تعرضت لهذه الشخصية بحياد، فهو خامس الخلفاء العباسيين، وأشهرهم، وأكثرهم إثارة للجدل، تعرض تاريخه للتشويه والتزوير، رغم أنه كان أكثر خلفاء الدولة العباسية جهادا وغزوا واهتماما بالعلم والعلماء، تناولته كتابات عديدة، أغلبها شوهت صورته، وأشاعت عنه حب الترف، والنساء، واللهو عن مسئوليات الحكم، ككتاب «الأغانى» للأصفهانى، والقليل منها أنصفه وتناول جوانب إيجابية فى فترة حكمه، كتاريخ الخلفاء «للسيوطى».
يعرض لنا «أحمد أمين» فى كتابه الذى أعادت دار الشروق طباعته، مراحل حياة هذا الخليفة المحير، بدءا من جلوسه على كرسى الخلافة، ومظاهر الأبهة التى ظهرت فى عهده، وتغيير نظام الحكم من الشكل العربى الذى كان موجودا فى الدولة الأموية إلى الشكل الفارسى، وهو ما تناوله الشعراء باستياء:
إن أولاد السرارى كثروا يا رب فينا
رب أدخلنى بلادا لا أرى فيها هجينا
واهتم أحمد أمين بتعريف بغداد القديمة مقر حكم الخلافة العباسية بشكل تفصيلى، نعرف من خلاله الأسباب التى جعلتها عروس الأقطار العربية.
ومن المناطق التى اتفق فيها مع غيره مسألة عدم انتشار الحجاب فى ذلك الوقت، ووضع المرأة فى المجتمع، وانتشار أماكن الترف، والزندقة التى شبهها بالشيوعية.
ونقرأ أيضا فى هذا الكتاب الشيق موقف «الرشيد» من حرية الأديان، وهى مسألة بدت شديدة التناقض، ففى الوقت الذى ألزم فيه المسيحيين بلباس يخالف زى المسلمين، وأمر بهدم الكنائس التى شيدت بعد الفتح الإسلامى، أتاح لهم حرية الجدل والمناقشة، وفى عصره ترجم الإنجيل والتوراة ترجمة جديدة.
وحول مسألة استغلال الدين لتحقيق رغبات الحاكم الشخصية، يوضح أحمد أمين أن هارون الرشيد لم يكن رائدا فى هذا الموضوع بل كان نتاج من سبقوه، ما يراه سببا وجيها لتخفيف التحامل عليه فى سفكه دماء البرامكة دون محاكمة، ومصادرته للأموال.
يلخص الكاتب صفات الرشيد بأنه كان غاية فى التناقض، فكان واسع الثقافة، حاد العاطفة، يغضب ويقتل لأتفه الأسباب، ويعفو لأتفه الأسباب.
موسوعة ويكيبيديا الشهيرة تقول عن الرشيد الخليفة العباسى الخامس أنه من أشهر وأعظم الخلفاء العباسيين (763م ــ 809م). عاش فى العراق وحكم عام 786 ميلادية. وهو هارون بن محمد بن عبدالله بن محمد بن على بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف. والدته الخيزران بنت عطاء. وهو أكثر الخلفاء العباسيين جدلا خلال فترة حكمة، وعرف عنه أنه الخليفة الذى يحج عاما ويغزو عاما. وقضى فى الخلافة أكثر من ثلاث وعشرين سنة، وتعتبر هذه الفترة العصر الذهبى للدولة العباسية. وقبره مجهول حتى اليوم.
Posted in: