كلمات خالد الفيصل
كتاب جمع مقالاً لكل مقام.. وأدبيات الثقافة في الإمارة
الأمير خالد في مؤتمر بسوق عكاظ
جريدة الرياض : إعداد – محمد المرزوقي
جمع كتاب "كلمات خالد الفيصل" الصادر حديثا، مسيرة الأمير بالكلمة، في رحلة مع الإمارة والإدارة والفكر والثقافة.. كلمات تستنطق الألباب.. وتمخر العباب.. وتفتح إلى آفاق الطموح كل باب.. والتي جاء منها كلمة في حفل توزيع جوائز مسابقة الملك عبدالعزيز العالمية لحفظ القرآن الكريم، وأخرى في حفل أهالي منطقة عسير بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – عندما كان وليا للعهد آنذاك، وكلمة عندما زار عسير بعد توليه – أيده الله – مقاليد الحكم، وذلك في زيارته الميمونة لمنطقة عسير عام 1427ه، وأخرى بمناسبة زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام – حفظه الله – إلى جانب كلمة بمناسبة عودة سموه للوطن بعد أن من الله عليه بالشفاء من العارض الصحي، وذلك عام 1431ه إلى جانب ما حواه الإصدار من كلمات ألقاها سموه بحضور صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وأخرى بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض – حفظهما الله – وغيرها من الكلمات التي جاءت بحضور عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء في مناسبات وطنية احتفالية و تكريمية مختلفة.
وبمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – أيده الله - لمنطقة عسير، عام سبعة وعشرين وأربع مئة وألف للهجرة، يقول سموه في كلمته التي جاءت بعنوان " يا ابن أبي الدولة" : يا من شرف اللقب بخدمة المقدسات، وعرف القيادة بتحدي المستحيلات، يا ابن أبي الدولة، ومن كان له مع المجد صولة وجولة، يا ابن من استعاد الرياض، واسترد ملك آبائه وأجداده، رغم تحذير المشككين، يا ابن من وحد أرجاء البلاد.. ولمّ شتات العباد..على الكتاب والسنة، رغم رفض الرافضين، يا ابن من بنى الدولة وفرض الأمن.. ونشر العلم.. رغم جهل الجاهلين، يا ابن عبدالعزيز، أيها القادم من مجد الزمان، أيها الحاضر على عرش المكان، أيها المؤتمن على زمام الأمان، أيها الملك الصالح، إنه قدرك.. أن تتسلم الأمر في هذه الظروف، لتسترد الإسلام من خاطفيه، وتنقذ الوطن من مخربيه، وتفرض الأمن على من يعاديه، إنه قدرك.. أن تنبري للتحدي، لتنهض ببلادك من العالم الثالث إلى العالم الأول، في زمن كل شيء فيه يتغير ويتحول، وفي عالم لا يرحم من يقعد، على رصيف الجهل يتسول، أيها الملك الهمام، عندما تختلط الأوراق، وتتمايل بالرؤوس الأعناق، وتتسع في العيون الأحداق، تتقدم الصفوف بالقيادة، بالحكمة والعقل والريادة، فتكون لمليكنا السيادة، كما أنهيت بالأمس.. وتفعل اليوم.. وتخطط للغد، فكيف لا نفخر ولا نعتز، ولنا دين ولا كل الأديان، ولنا وطن ولا كل الأوطان، ولنا ملك ولا كل الفرسان..
كما ضم الكتاب محاضرة لسموه عن الملك فيصل بن عبدالعزيز – طيب الله ثراه - قدم فيها سموه علاقات والده الأسرية، وعلاقته بشعبه، وأصدقائه، والفيصل والعاملون معه، وبعضا من صفات الفيصل ومناقبه، وعاطفته الدينية والأخلاق عند فيصل، ومصداقيته وسرعة بديهته، وحرصه على التنظيم، وحبه للأدب والتاريخ والقراءة.. إضافة إلى عدة مقالات تحدث فيها عن والده – رحمه الله - عبر سياقات ومجالات مختلفة.. إضافة إلى عدد من الكلمات التي ألقاها سموه خلال مسيرة جائزة الملك فيصل العالمية أثناء احتفالات الجائزة بتكريم الفائزين وتوزيع جوائزهم.. والتي يقول في إحدى كلماته بهذه المناسبة في حفل توزيع الجائزة عام 1430 للهجرة: عصر ذهبي.. ووطن أبي.. وملك استثنائي.. وأمير خير.. للعهد ولي، ومملكة اعتدال إنسانية.. في حقبة تاريخية، وضعت على الزمان بصمة سعودية، وفكر وعلم وجائزة عالمية، وحضور قيادي غير عادي، ومساء شاعري نجدي، وصحراء.. نعم صحراء، أغاثها الله بسقيا رحمة.. فأنبتت أرضها معرفة، وازدهرت رياضها.. خزامى فكر.. وأقحوان ثقافة، فتثقفت عقولها شذا وعطرا، أيها العالمية في جائزة.. والعلم في تكريم، والسعودية في إبداع، علماء.. وباحثون وقياديون، خدموا الإنسانية.. وأسعدوا البشرية، فكانت كلمة الشكر.. عربية سعودية، أيها الفائزون.. لفضلكم تشكرون، اللحظة لكم.. والكلمة لكم.
ومما جاء في كلمة سموه في حفل الجائزة في دورتها الثالثة والثلاثين للعام 2011م قوله: بلدي.. يسابق بنهضته تسارع الأيام، بلدي.. أفاخر بأهله ومواقفه الأنام، بلدي.. لا شرقا يقلد ولا غربا بنظام، بلدي.. له نهج قرآني ومقام، بلدي.. إما على الإسلام يبقي.. أو العيش حرام.
هذا إلى جانب ما حفل به الإصدار من كلمات سموه في عدد من مناسبات الجوائز المحلية، التي جاء منها: كلمة في حفل توزيع جائزة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، وأخرى في حفل جائزة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، إلى جانب العديد من الكلمات التي جاءت في مؤتمرات ولقاءات دينية وفكرية و ثقافية مختلفة على المستوى المحلي والدولي.. والتي جاء من كلمات "دايم السيف" ضمن هذه المناسبات كلمات في المناسبات التالية: في مؤتمر الفتوى وضوابطها، وأخرى في اللقاء السادس عشر لقادة العمل التربوي بمناطق المملكة، وكلمة بمناسبة تكريم ضيوف سوق عكاظ، وأخرى بمناسبة اختيار مكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية 1425ه، وكلمة في مجلس الشيوخ الفرنسي 2010م، وأخرى في احتفالية بيروت عاصمة للثقافة العربية 2000م، والدعوة لقيام مؤسسة الفكر العربي، وعدد من الكلمات التي جاءت في مناسبات لمؤسسة الفكر العربي.
يقول رئيس مؤسسة الفكر العربي إبان دعوته للشعوب العربية إلى إقامة مؤسسة فكرية: إن الوحدة التي تنشدها الأمة العربية – وهي حقها الطبيعي – لا بد أن تبدأ بدايتها الصحيحة بوحدة الفكر والثقافة الفاعلة لكل الأنشطة الإنسانية.. وهذا يحتم بالضرورة اجتماع أرباب الفكر العرب – في كل المجالات – تحت مظلة مؤسسة فكرية عربية، تعنى بالعلوم والآداب والفنون، وتشجع الإبداع وتكرم المبدعين، وبخاصة أولئك الذين يتوجهون بنشاطهم لخدمة فكرة التضامن العربي ولم شتات الأمة.. وعلى أن يتم التكريم من خلال تظاهرة فكرية تقام لتحقيق هذا الأمل كل عام في بلد عربي يستضيفها وينظمها..وأدعو الموسرين العرب لوضع رأس مال يستثمر وينفق ريعه على أنشطة هذه المؤسسة، وبذلك يجتمع الفكر.. والمال.. لمشروع حركة جادة من أجل تفعيل فكر الأمة، وتحقيق المجال للمنافسين والمبدعين فيها وتصميم مشروعها النهضوي المعاصر.
هذا إلى جانب ما جاء من كلمات أمير عسير سابقا في عدد من احتفالات عسير وجوائز أبها، وفي حفل توزيع جائزتي "الإبداع العربي" و "أهم كتاب عربي" إلى جانب ما ضمه الكتاب من كلمات أمير منطقة مكة المكرمة في احتفالاتها لجائزة مكة للتميز.. إضافة إلى ما أورده الكتاب من كلمات سموه من كتاب "مسافة التنمية وشاهد عيان" الذي يقول في ثناياه: لا يشعر من حولك يوما أنك تسعى لمصلحة خاصة، بل يجب أن يكون هدفك دائما هو المصلحة العامة، لأن ذلك كفيل بأن يكسبك احترام الجميع، وأن يجمع القلوب من حولك، وأن يستقطب الجهود لعونك، فالشعور بالمسؤولية الوطنية تيار جارف، وإذا أحسن استغلاله سهل عليك الوصول إلى الهدف.
وقد جمع الكتاب متناغمات فنون الكلمة على منابر المسؤولية والفكر والريادة والإمارة مما دونه سموه بمداد الفكر المستنير، وعمق الرؤية الكتابية التي جمعت إلى جانب فن الكتابة فن عمق الرؤية.. وفن المقال والمقام.. لتأتي كل مفردة تنساب في تلقائية بليغ.. تحمل في دلالتها صيد المعاني وحسن مبان.
أما ما دونه سموه في فن المقالة الصحفية، فقد جمع الكتاب ما أبدعه مداده المشرق في عدة صحف محلية وعربية.. حيث جاء ضمن عناوين ما حفل به الإصدار من مقالات: الإرباك الفكري وعدم وضوح الرؤية، بالعلم لا بالجهل، من غيب البسمة؟، كن داعيا للخير، احترام النظام، ارفع راسك أنت سعودي، عسير سوف تفعلها، العالم الأول على أرضنا.. فماذا نحن فاعلون؟
وفي مقال صحفي لسموه بعنوان " الجهل بالقيمة والمفارقات العجيبة " يقول: كثيرا ما تنتاب المرء الحيرة كلما اعتمل في صدره شيء من تلك المفارقات العجيبة، ويتساءل: لماذا تحظى بلادنا ونظامنا باحترام الغير شرقا وغربا.. أصدقاء وفرقاء.. في حين أن من أبنائها من لا يعرف لها قدرها ولا قدر نفسه منسبوا إليها؟! وهنا تكمن المفارقة العجيبة بين مكانتنا في العالم، وبين عدم إدراكنا (نحن) لهذه المكانة التي اكتسبتها بلادنا على ركائز ثلاث: المركز الديني، والقوة الاقتصادية، وحكمة القيادة، وما رتبته هذه الركائز من ثقل سياسي واسع المدى للمكلة، بحيث أصبحت طرفا فاعلا في كل معادلة عربيا وإسلاميا ودوليا، لماذا لا نقدر المكتسبات التي حققتها بلادنا في زمن قياسي، من معدلات النمو الفريدة التي تشهدها في كل المجلات؟! إلى المؤسسات الحكومية والأهلية، التي أصبحت تدار بكفاءات وطنية أثبتت جدارتها؟! وذيوع صيت الأطباء السعوديين عالميا خاصة في مجال الجراحات الدقيقة والخطيرة إلى غير ذلك!
كما ضم الكتاب العديد من الكلمات التي جاءت بين ثنايا الإصدار ضمن مختارات بمثابة التوقيعات، وذلك مما ألقاه سموه من كلمات، أو جاء في مقابلات لسموه مع عدد من الصحف المحلية والعربية، وأخرى بمثابة مقتطفات من حدائق غناء في مناسبات مختلفة.. والتي جاء منها مختارة من كلمة في حفل جائزة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان 1999م، والتي يقول فيها: لماذا لا يكون لنا في الشعر غترة وعقال.. أينما نضعهما تعرف؟! لماذا لا نصمم قصيدة سعودية.. تسافر في كل الدنيا.. يحضنها العلم الأخضر.. وبه في الآفاق تعرف؟!
وقد جاء كتاب "كلمات خالد الفيصل" الذي خصص ريعه لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، في سبع ومئتي صفحة من القطع الكبير، صادرة عن السروات للطباعة.. هذا الكتاب الذي يبدأه القارئ بقول سموه: أجمل الكلمات أقلها حروفا.. ,أبلغ الجمل .. أقلها كلمات، لينتهي بقارئه إلى غايات الكلمات التي دونها في آخر الكتاب على غلافه قائلا: إذا وصلت إلى هذه الصفحة فلا تفكر فيما كتبت أنا.. فكر فيما قرأت أنت.