"الحُب في رغيف" ينتقد تشويه معنى الحب
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية "الحُب في رغيف" ينتقد تشويه معنى الحب
بوابة الوفد ـ كتبت- نورهان عبدالله:
"الحب أشبه بمخدر, في البداية ينتابك إحساس بالنشوة, بالاستسلام التام في اليوم التالي تطلب المزيد, لم يصبح إدماناً بعد, لكنك استحسنت إحساسك وتظن أنك قادر على التحكم فيه, تفكر في الحبيب دقيقتين وتنساه ثلاث ساعات, ولكن شيئاً فشيئاً, تألف هذا الشخص وتصبح متعلقاً به تماماً . وإذ ذاك تفكر فيه ثلاث ساعات وتنساه دقيقتين, وإن لم يكن على مقربة منك, ينتابك الإحساس نفسه الذي ينتاب المدمنين حين لا يتوفر لهم ما أدمنوه, ومثل المدمنين الذين يسرقون ويتذللون للحصول على ما يحتاجون إليه, تجد نفسك مستعداً أن تفعل أى شىء من أجل الحب " .
هكذا افتتح الكاتب الشاب مُصطفى شهيب مقدمة كتابه "الحُب في رغيف" بمقولة للكاتب البرازيلي بابلو كويلو.
الكتاب صادرعن دار ابن النفيس في طبعته الثانية لعام 2011؛ ويقع في 222 صفحة من القطع المتوسط وينقسم إلى 3فصول مختلفة يندرج تحتها مقالات تنتقد مفهوم الحب.
ويقول الكاتب "يشكو لي صديقي شعوره بالملل الرهيب, وهو في أكثر اللحظات رومانسية مع حبيبته ..وآخر يشكو لي بفراغه العاطفي وانجذابه لأى بنت يراها رغم أن خطيبته متشعبطة بدراعه أما صديقتي الرقيقة فتسألني باستنكار .. هو أصلاً في حاجة اسمها حب ...؟".
ويؤكد شهيب أننا "مرمطنا الحب" فأصبحنا نحب على بعض وما صدقنا عرفنا كلمة حب حتى أصبحت كلمة بحبك زى صباح الخير ..وأبواب قلبنا أصابتها حالة من الهبل تنفتح سريعاً وتنغلق سريعاً مستعجلين على الحب وكأننا عايزين نحب ونخلص ..فأصبحنا نمشي نحمل مشاعرنا في أيدينا .. نقذفها فجأة في وجه أى شخص نقابله؛ ثم نكتشف أنه ليس الشخص المناسب فنسترد ما بقى منها ونقذفها في وجه آخر وآخر حتى أصبحت مشاعرنا مزيفة .
ويضيف "زمان كان الوقت إيقاعه بطىء, وكانت العلاقات بتنضج براحتها فنتجت عن مشاعر حقيقية, استطاعت أن تصمد وتستمر عشرات السنوات وهى أعمار زواج آبائنا وأمهاتنا لحد دلوقتي ..أما نحن فلسوء حظنا نعيش على مبدأ "الفاست فود" الذي لم ينتشر بهذه الصورة إلا في وقتنا ده".
وانتقد مصطفى شهيب التكنولوجيا قائلا: "التي شوهت مشاعر الحب؛ حيث يصف أن الحب هرب من البيت أول ما اقتحمت التكنولوجيا حياتنا, فأصبح التليفون بديل هايل ومنعنا نشوف اللي بنكلمه وحرمنا من وشه ولغة جسمه وحميمية اللقاء ..ودلوقتي "إس إم إس " عالموبايل و " مسج " عالفيس بوك " بقت كفاية ..مشاعرنا ف الآخر بقت حبة حروف باردين من غير حتى نبرة الصوت ورهبته وإحساسه بالفرحة أو الاشتياق أو الاكتئاب ...!".
ثم يعُطي شهيب أصدقائه نصائحه قائلاً "اذا احببت فأطلق خيالك للسماء ..زمان المشاعر كانت أقوى عشان كان فيه شوق واشتياق للحبيب كده التكنولوجيا بوظت حياتنا ..يا إما تبعدنا أوي عن البيت والأصحاب والناس اللي المفروض نقربلهم ..يا إما قربتنا أوي من اللي بنحبه واللي المفروض نبعد عنه شوية, فأرجوك لو حبيت أقفل الفيس بوك والإيميل والماسنجر والآى فون, والبلاك بيري واقعد اسهر فكر فيها طول الليل وانت بتعد النجوم وبتحكي للقمر عنها ..وفكر فيها ..ولو اشتقت تشوفها ...إدي نفسك فرصة تتأمل ملامحها من غير ما تفتح الفيديو كول الرخم اللي بيشوه شكلنا ...وأرجوك أرجوك بقى أقفل موبايلك ...حتوحشك إزاى وأنتوا بقالكوا ست ساعات بتكلموا بعض ..!!".
وينتقد شهيب في كتابه رومانسية البنت المزيفة موضحاً أن من الخطأ أن نحصر الرومانسية في البنات فقط فالرومانسية عند الولاد ايضاً, حيث يشبه الكاتب قلب الولد بـ"التويكس" ..لواحد مش اتنين ..أما قلب البنت فعامل زى جالكسي ..معها تحلو المشاركة, فيقول " لماذا تحاول ثقافتنا - عفوا - المتخلفة إقناعنا بالعافية طول الوقت أن البنت أكثر رومانسية من الولد, وأن الولد همجي ومتوحش بينما هى بسكوتة مغموسة في كباية شاى بلبن ..!
وتساءل أى علم هذا الذي أثبت رومانسية البنت على الولد ..؟ إننا عندما نصف البنت الرومانسية فإننا نحاول أن نجاملها عشان مانكسرش بخاطرها وإن هى مميزة يعني في حاجة ..ولكن مبدأ التضاد لايجوز استخدامه مع البشر ..فلو وصفنا الرجل أنه قوي مش لازم تبقى البنت ضعيفة ..ولو وصفنا البنت بالرومانسية ..فمش معنى كده إن الولد قالب طوب .
يُذكر أن هذا الكتاب هو الكتاب الثاني لشهيب بعد كتابه "بلد متلعم عليها" والذي صدر منه 8 طبعات, كما يُعد كتاب "الحُب في رغيف" من الكتب الأكثر مبيعاً في الكتب الساخرة.