اخبار الأدب والثقافة

الثلاثاء، 12 يوليو 2011

الأكاديمى المصرى المحتجز: أمن الدولة أرحم من السعودية

الأكاديمى المصرى المحتجز: أمن الدولة أرحم من السعودية

محمد

حاوره بلال رمضان

محمد فكرى الجزار، أستاذ الأدب والنقد بجامعة المنوفية، ومُعار حاليًا للتدريس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الباحة بالمملكة العربية السعودية، ومؤخرًا تم احتجازه ومُنع من الحصول على جواز سفره ليعود إلى مصر ليجرى معه التحقيق من قبل ضابط استخباراتى اتهمه بأنه حلقة وصل بين الثورة المصرية وعدد من الشباب فى السعودية.

"اليوم السابع" حاور "الجزار" عبر الهاتف، حول الأسباب الحقيقية لاحتجازه، وطبيعة التحقيقات التى تجرى معه، فأكد أنهم منعوا عنه الشرب ودخول الحمام حتى يجيب على تساؤلاتهم كما يريدون.

بدايةً ما تفاصيل احتجازك بالسعودية ومنعك من العودة إلى مصر؟

ما حدث هو أن عميد الكلية احتجز جواز سفرى فى الخامس من يوليو الجارى، وأبلغنى بأن هناك تحقيقًا سيجرى معى حول بعض المخالفات الإدارية، وفى اليوم الأول للتحقيق سئلت أكثر من 70 سؤالاً، وطلب منى كتابة سيرة حياتى منذ الثانوية العامة، وتدريجيًا تطرق التحقيق للسؤال حول منجزى العلمى، ومن ثم سئلت عن علاقتى بثورة 25 يناير، ليتهمونى فى النهاية بأننى حلقة وصل بين الثورة المصرية وعدد من الشباب فى السعودية، لتتغير واجهة التحقيق فيما بعد، فيسألونى: من هم شركاؤك وأصدقاؤك فى السعودية؟.

وما طبيعة الجهة التى تجرى التحقيق معك؟
المحقق هو دكتور يدعى غانم الغمدى، وصفته عميد كلية العلوم بالجامعة، ويقوم هو بكتابة السؤال، وأكتب أنا الجواب بخط يدى، ولو أن هذه التحقيقات تجرى فى زمن أمن الدولة قبل الثورة لدينا فى مصر لتمت معاملتى بطريقة أحسن من ذلك، فإذا ما طلبت من المحقق كوب ماء أو دخول الحمام، يقول لى اكتب الجواب اللى أنا عايزه وأنا أجيب لك مايه أو تدخل الحمام، فأرد عليه: مش عايز مايه ولا حمام، وما عنديش كلام غير اللى قلته، وفى اليوم الثانى من التحقيقات، سألنى الغمدى ما رأيك فى تحقيق أمس، فقلت له: رأيى فى إيه بالظبط؟، فرد علىَّ: يعنى تحب نقطع الورق ولا نعمل أيه؟، فقلت له: اللى أنت شايفه، فأمسك بالورق ومزقه أمامى.

وكيف تفسر ذلك؟

من خلال طبيعة التحقيقات، هناك إصرار ما على الوصول إلى تصور يتم إلصاقه به، وهذا ما بدا لى حينما أتوا بصورة لى من خلال الصفحة التى أنشأتها على موقع التواصل الاجتماعى الشهير "الفيس بوك" بعنوان "الملثم البدوى"، وقاموا بإنشاء صفحة مماثلة لها على ملف "وودر" وأخذوا صورتى ونسبوا لى كلامًا يهين الشعب السعودى، وأضافوا عليها تعليقات للزوار، وشهد على هذه الصورة وقام بالتوقيع عليها ضدى أربعة هم عميد الكلية واثنان من الوكلاء ورابع من الجامعة، ولكنه ليس من الكلية نفسها، كل هذا ليتم وضع الأمر فى إطار سياسى ما يتم إلصاقه لى.

وما مدى قانونية هذه التحقيقات؟

عندما لاحظت إصرار المحقق على تساؤلاته التى لا أجيب عليها كما يريد، ويكررها عشرات المرات دون ملل، أو استفزاز، قلت له: أنا شاكك فيك ولا أصدق أنك عميد كلية العلوم، فهذه الحرفية والمهارة على التحقيق ليست من صفات الأستاذ الأكاديمى، فقال لى بأنه ضابط استخبارات، وعندما سألت عنه فيما بعد قيل لى بأنه ظل لسبع سنوات فى الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على الدكتوراه.

وماذا بعد ذلك؟

علمت أنهم فى اليوم الأول أثناء إجراء التحقيق معى قاموا بإعادة تصحيح أوراق الامتحانات، ونجحوا طلاب وسقطوا آخرين حتى لا يكتشف أن الهدف وراء هذه التحقيقات هو إنجاح ابن وكيل الكلية الذى رسب فى مادتى، وحينما عرضوا على أوراق الإجابة بعد التحقيق لاحظت أنه لم يكن بينها ورقة ابن الوكيل، وأنا لا يهمنى ما دمت قد فعلت ما يمليه على ضميرى، وللأسف أننى لم أحتفظ بصورة من أوراق الامتحانات فى المرة الأولي، وعندما طلبت بعد ذلك، قالوا لى بأنه غير مسموح، وفى النهاية "هما أبناؤهم ينجحوهم يسقطوهم هما حرين".

وهل تعرضت لإهانة خلال التحقيق؟

لا، وعندما لوح المحقق بيده وهو يحدثنى، اعترضت عليه بشدة، ولو حدثت أى إهانة لى فلن أصمت ولو هاروح فى داهية.

وهل التحقيقات مازالت مستمرة؟

التحقيقات توقفت منذ يومين ولم يتصل بى أحد من الكلية ليبلغنى بأن التحقيقات انتهت أو لا، والآن أنا محتجز بالغرفة انتظر اتصالاً منهم.

وهل تلقيت اتصالاً من السفارة المصرية؟

نعم، اتصل بى أحد المسئولين بالسفارة المصرية بجدة، وقال المتحدث لى "بلاش أخبار الوقفات الاحتجاجية أمام السفارة السعودية، وكان معترضا على نشر أخبار حول القضية بجريدة "اليوم السابع"، فقلت له أنا محتجز وعايز أرجع لبلدى، فرد على: هنحاول نحل الأمور، فقلت له ما دمت قد أخطأت من وجهة نظرهم فى تأدية واجبى كمدرس فى الجامعة، فلماذا لا ينهون تعاقدى معهم ويرجعونى بلدى؟!.

وما هى رسالتك للأدباء والمثقفين المتضامنين معك؟

أوجه لهم رسالة صغيرة أطالب فيها النقاد خاصةً بألا يتورط أحد منهم فى العمل فى السعودية نهائيًا، فمصر بعد ثورة 25 يناير أصبحت تهمة فى بلاد معينة، ومنها السعودية، فأصبح وجود المصريين فيها يشكل لديهم حالة رعب شديدة، كما أطالب كل من يتضامن معى بمطالبة وزارة الخارجية بالتدخل للعمل على عودتى لوطنى.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More