اخبار الأدب والثقافة

الاثنين، 28 نوفمبر 2011

العالم يحتفل بذكرى مرور 104 أعوام على ميلاد الأديب الإيطالى ألبرتو مورافيا


العالم يحتفل بذكرى مرور 104 أعوام على ميلاد الأديب الإيطالى ألبرتو مورافيا
الشروق : القاهرة - أ ش أ آخر تحديث يوم الإثنين 28 نوفمبر 2011 - 1:00 م ا بتوقيت القاهرة
 
الأديب الإيطالى ألبرتو مورافيا
يحتفل المجتمع الأدبى فى مختلف بلدان العالم بذكرى مرور 104 أعوام على ميلاد الأديب الإيطالى الكبير ألبرتو مورافيا، أحد أشهر كتاب إيطاليا في القرن العشرين، ولد مورافيا لعائلة ثرية فى 28 نوفمبر عام 1907 ، لكنه لم ينه دراسته بسبب مرض السل الذي اقعده خمس سنوات ، اتجه خلالها للقراءة.
وفي عام 1929 كتب مورافيا أول مؤلفاته رواية "زمن اللامبالاة " وتناول فيها الفلسفة الوجودية ، وفي عام 1939 نشر رواية "دولاب الحظ" التي حازت علي أكبر جائزة أدبية في إيطاليا ، وتميزت أعمال مورافيا الأدبية بالبراعة والواقعية لنفاذه إلى أعماق النفس البشرية كما هاجم مورافيا الفساد الأخلاقي في إيطاليا.
أهم أعمال مورافيا
وترجمت معظم أعماله إلى عدة لغات عالمية، كما تم تحويل العديد من رواياته إلى أفلام سينمائية ؛ وفي عام 1967 سافر ألبيرتو مورافيا إلى الصين واليابان وكوريا الجنوبية، وفي سنة 1972 زار إفريقيا حيث كتب "إلى أي قبيلة تنتمي؟" ، ثم في سنة 1982 زار هيروشيما في اليابان.
ومن أهم أعمال مورافيا رواية "زمن اللامبالاة" وهي روايته الأولى التي كتبها ونشرت سنة 1929 ويتناول فيها الفلسفة الوجودية، حيث تحدث فيها عن أسرة من الطبقة المتوسطة دب فيها الفساد الأخلاقي وصورها وهي تمد يد المساعدة إلى الفاشية الإيطالية ، كما قدم رواية "السأم" وهي رواية حازت على أكبر جائزة أدبية في إيطاليا (جائزة فيارجيو) ، ثم رواية " دولاب الحظ" والتى نشرت عام 1939 ، ورواية "امرأة من روما" ونشرت عام 1947، وهاجم فيها قيم الطبقة المتوسطة.
كما قدم ألبرتو مورافيا عام 1947 رواية " المرأتان" ونشرت عام 1947 ، وهى تصور معاناة امرأة وابنتها في ظل الحرب ، كذلك نشر فى عام 1948 رواية " العصيان" ، فيما قدم روايته "حكايات من روما" عام 1954 ، ورواية " الفردوس" عام 1970 ، فضلا عن العديد من الروايات الأخرى التى أثرى بها المجتمع الأدبى والإنسانى بشكل عام مثل روايات "الاحتقار" ، و"مراهقون" ، و"أنا وهو" والتى تصور صراع الإنسان مع نفسه (الانا).
وتناول "مورافيا" بأسلوب موسوم بالمرارة تارة ، وبالسخرية تارة أخرى ، رحيل القيم وانحلال الأخلاق داخل المجتمع الإيطالي المعاصر ، ولعل ذلك يظهر بوضوح في أغلب رواياته ، ومنها: "أغوستينو" ، و"الملل" ، و"العشق الزوجى" ، إلى جانب العديد من الأعمال الأخرى التى ضمنت لصاحبها مكانة رفيعة وشهرة تعادل تلك التي بلغها كل من "مارينتى" ، و"بازوليني" ، و"مورانتي" ، و"كالفينو".
النقاد و مورافيا
ويقول عدد من النقاد إن ألبرتو مورافيا تأثر بالعديد من الشخصيات التى ساهمت بصورة أو بأخرى فى نوعية الإبداع الذى يقدمه ومنهم "دستيوفسكي" الذي أثر فيه بشكل واضح ، خاصة نزعة التحليل النفسي التي أتقنها فيما بعد ، و الإيطالي "جولدوني" الذي أثر في نسقه الإنشائي فيما عرف بالنبض المتوتر، والكتابة البسيطة والسهلة والراقية في آن واحد ، وكذلك تأثره بالأديب العالمى شكسبير الذي ألهمه البحث عن نزعة الشر في الإنسان ، و"موليير" الذى أخذ منه النزعة الساخرة كما في مسرحيات موليير الشهيرة التي قرأها بشغف كامل ، كما تعرف مورافيا على الكاتب الإيطالي الشهير "ألفارو كورادو" الذي عرفه في ما بعد على ماسيمو بونتمبلي.
واعتمد ألبرتو مورافيا على الأسلوب الاستنتاجي في سرده وتحليل الحالة النفسية ، مفسرا لأزمة الضمير ، حيث كان دائما ينطلق من فرضية يثبتها ، وشخصياته ليست إلا وسيلة لذلك ، كما يؤكد فى أعماله على مأساة الحرب ، بنقاط لاتنصف الرجل بسبب الحاجة والجوع والعنف ، فضلا عن قيامه بالكشف عن أزمة العلاقة بين الجنس والمال في المجتمع الحديث "المؤامرات الجنسية" والتي أخذت جميع شخوص روايات مورافيا.
وكان مورافيا مترجما محترف لأزمة الطبقة الوسطى ، من خلال تلك الشخصيات ، من حيث الفشل والدراما ، والتشاؤم ، والتشاؤم الكوني والمادي ، فيما ظل مورافيا وبشكل مستمر على الجانب الأيسر من الحكومة ، وتعرض للعديد من الانتقادات بسبب ذلك ، وخلال فترات الحرب كانت معظم كتاباته انتقادا للفاشية ولعدو الدولة "موسوليني" كما كان يسميه ، وجسده في صورة هزلية ، مما جعل موسوليني وأفراد شرطته تعمل على مضايقته.
وفي يوم 26 سبتمبر 1990 وجد ألبرتو مورافيا ميتا داخل مسكنه ، وفي العام نفسه كتب الكاتب الإيطالي الشهير لويجيو بومباني سيرة ألبرتو مورافيا الذاتية ، كما تم في عام 2007 الإعلان عن اكتشاف رواية جديدة لمورافيا، حيث تم العثور على مخطوط رواية قديمة له بعنوان "الصديقان" ، حيث عثر على مخطوط الرواية القديمة غير المنشورة في قبو منزل الكاتب ، وتتضمن اعترافات وحقائق حول حياته ، وتبين أنه كتبها عام 1950 .
ويقول ألبرتو مورافيا فى حوار أجرته معه مجلة "حدث الخميس" فى 25 أبريل عام 1990 "ليست الأنانية مجرد عيب أو شائبة ، بل و أيضا الباب المفتوح على جميع الشوائب ، فالأناني يحب نفسه ، و هو لا يستطيع أن يلقي نظرة نقدية على ذاته ، فقد يكون فظا وكذابا وخائنا و متصلب الرأي ، غير أن هذه العيوب تكتسي ، في لحظة من اللحظات ، سمة التطرف ، و نتيجة لذلك يبدأ مشهد الأنانية.
مورافيا و القضية الفلسطينية
كذلك إشترك ألبرتو مورافيا في العديد من الندوات لبحث القضية الفلسطينية منها ندوة "فلسطين العالمية" بدولة الكويت ، وأجري حوارا متفردا مطولا مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات تدفعه رغبة متحمسة ــ كما قال ــ ليضع أسس النزاع العربي ـ الإسرائيلي تحت أنظار الرأي العام في إيطاليا والعالم لاستكشاف النفسية الفلسطينية تبعا لرؤيته الخاصة التي تتمثل في أن شعبا بأسره تعداده أكثر من3 ملايين نسمة طرد من وطنه ، وعاد ليحارب من أجل استرجاع هذا الوطن في محاولة لفرض تسوية سلمية معقولة مع أعداء امتلأت صدورهم بشهوة العدوان والتوسع.
ويؤكد مورافيا أن "الكاتب بمثابة حزب له قاعدة جماهيرية أكبر أحيانا من بعض الأحزاب ، وقائد أكبر أحيانا من بعض القادة السياسيين ، والقائد الحقيقي هو الذي يؤثر في الآخرين ، وأظن أنني برواياتي العشرين والأكثر من مائة قصة قصيرة التي كتبتها إلي جانب الأفلام التي أخرجتها السينما عن أعمالي، أمارس تأثيرا معقولا في بضعة ملايين من البشر"، ويشير إلى أن الرواية تعرض الأشياء ، ولا تقدم الأجوبة سواء فلسفية أو دينية ، ولا يمكن أن يطالب الكاتب بأن يمنح أجوبة كرجل السياسة أو رجل الدين والكاتب يعرض وعلي الآخرين أن يستخلصوا بعض النتائج إذا استطاعوا.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More