شعراء يرفضون موقف مكتبة الإسكندرية ضد الشاعر عمر حاذق
وكالة أنباء الشعر : ولاء عبد الله ـ الاثنين, 2011.09.19 (GMT+3)
أعلن شعراء مصريون رفضهم لموقف مكتبة الإسكندرية مع أحد موظفيها، وهو الشاعر عمر حاذق، مؤكدين أنه لابد من وقفه فعلية تجاه هذا الأمر الذي تعرض له حاذق بسبب موقفه ورأيه، مشيرين أن عمر لن يكون أول ولا آخر من يستبعدون بهذا الشكل، وأن الأمر بحاجة إلى وقفه حقيقية، في حين أكد البعض أن بيانا سوف يخرج خلال الايام القليلة القادمة يوقع عليه مجموعة من الشعراء والنقاد، الذين يتبنون موقف حاذق،ويعارضون سياسات المكتبة تجاهه.. وكالة أنباء الشعر استطلعت آراء الشعراء في الموقف الذي تعرض له شاعر الرومانسية عمر حاذق في هذا التحقيق.
في البداية تساءل الشاعر محمد فريد أبو سعدة عن السبب في وجود مدير المكتبة د.إسماعيل سراج الدين في منصبه حتى الآن وهو واحد من أعمده النظام، و أحد أصدقاء سوزان مبارك، مؤكدا على أنه لابد من موقف تجاه ذلك.
ويرى أبو سعدة أن ما يلقاه عمر حاذق، عائد إلى الأفكار الموجودة وتدير المكتبة بنفس العقلية فيما قبل الثورة، مؤكدا أنه انتقام وظيفي موجه ضده، مشيرا إلى أن هذه ضريبة يدفعها المثقف، نظير موقفه، فعلى المثقف أن يدفع ضريبة ونحن قادرون على تحمل ذلك كمثقفين، من أجل قيمة كبيرة.
ودعا أبو سعدة المثقفين لمساندة عمر حاذق من خلال وقفات احتجاجية سواء في اتحاد كتاب الإسكندرية، أو في نقابة الصحفيين، على أساس أن مقالات صحفية هي التي تسببت في هذا الموقف لعمر حاذق، مؤكدا على أنه لابد من تطهير مكتبة الإسكندرية من ذيول النظام السابق، المرة مع عمر، لابد من تطهير مكتبة الإسكندرية من ذيول النظام السابق، مؤكدا أن عمر لن يكون سوى بداية.
ويرى الشاعر والناشر علاء خالد أنه بغض النظر عن كون عمر شاعر أو لا، فإن موقف المكتبة كبير وواضح أنه انتهج تجاه الكثير من العاملين بالمكتبة، فهو يرى أن المكتبة تستغل الأمور والوضع من حولها، بشكل يبدو وكأن الثورة لم تصل لهم، فهم يتصرفون باطمئنان، وليس الأمر خاص بعمر تحديدا ولكن هناك تناقض في طريقة تعامل المكتبة.
ويؤكد خالد أن هناك رغبة في إعادة تشكيل المكتبة بشكل عام، بعد وقت طويل ظل قادة المكتبة مرتبطين فيه بنظام مبارك، فليس إسماعيل سراج الدين فحسب، لكن كل رؤساء الإدارات منذ 10 سنوات وبلا تحرك، فهو يرى أنه لابد فتح هذه الأوراق، لصالح المكتبة، وهي صرح ثقافي هام ومؤثر، ومنظومتها الكاملة تحتاج تغييرا و اهتماما
أما الشاعر ياسر أنور فيقول أن ما يتعرض له عمر حاذق هو لون من ألوان التعسف الوظيفي، فالثورة أسقطت الرئيس ولم تسقط النظام، والمؤسسات يحكمها فلول النظام، الذين يقومون بكل أشكال الإقصاء لأصحاب الرأي.
وأضاف أنور أنه ومجموعة من الشعراء من أصدقاء عمر حاذق، الذين يقدرونه لن يتوقفوا عند هذا الموقف، وأنه سيخرج بيانا يوقع عليه مجموعة كبيرة من الشعراء، ليكون ذلك بداية، ودعوة لإدارة المكتبة لمراجعة موقفها تجاه عمر حاذق.
أما الشاعر سامح محجوب فيؤكد أن ما حدث أن هذا الرجل، شأنه شأن المثقفين المحترمين، تصور أن أفق الحرية مفتوح لدرجة أنه ينتقد مديره لمصلحة العمل، انتقد سياسات العمل في المكتبة، وتوجهاته، إذا كانت المكتبة ستستغني عن شاعر مهم كعمر حاذق، يمثل مصر في عدة فعاليات، فعلى من تبقى..؟ فهل تبقي على الموظفين العاديين، ..! فشخص ينتقد بلا خوف خير دليل على أنه شريف محترم .
ويضيف محجوب أنه هناك روح انتقامية تمارس في كل الأماكن في مصر من فلول النظام، والمستفيدين من بقاء الحال على ما هو عليه، وأن هناك روح انتقامية من الثورة وما يحدث مع عمر صورة من هذا.
ويؤكد محجوب:"كلنا نساند عمر بكل جوارحنا، بل أطالب بتعيين عمر تعيينا رسميا من باب الدولة، فلا يقع فريسة سهلة لآرائه ومواقفه الشريفة، فقد كان من قبل متعاقدا في قصور الثقافة ومنها للمكتبة، فكيف لهذا المبدع الذي لطالما مثل مصر أن يبدع وهو يُحَارب بهذا الشكل، ويتنقل في الوظائف، فأنا هنا أتذكر مقوله عبد الرحمن الخميسي" انا لا استطيع ان أعزف على قيثارتي لأنني أدافع عنها" .. فهل سنفعل ذلك مع مبدع متميز كعمر حاذق، لم يطلب منحه من الدولة، وآثر أن يعمل ويبدع في آن واحد..؟".
أما الناقد عمر شهريار فيرى أن المشكلة ليست فقط مشكلة عمر لكنها مشكلة الثورة التي لم تكتمل ولم تحقق أهدافها، ففلول الحزب الوطني وأعوان المخلوع وزوجته ومازالوا يتحكمون في كل المؤسسات لأنها لم تتطهر بعد و من يفضح الفساد يتم عقابه وكأن فلول النظام السابق يريدون من الشرفاء أن يقولوا لهم (آسفين يا فلول)، ففلول النظام يتعمدون التنكيل بمن له موقف، وسراج الدين واحد من أعوان سوزان مبارك، ما زل متحكما في المكتبة يعيّن و يقيل بدون حساب، وهذه أزمة في بنية الإدارة المصرية، ولو ظل أعمدة النظام السابق،سراج الدين وغيرة متحكمين في الوضع سيظل الحال كما في السابق بلا تغيير وهذا ما يجعل الثورة مستمرة.
وينهي شهريار حديثه مؤكدا أنه لابد من موقف من أجل عمر حاذق، ومن يماثلوه، فالوضع يبدو وكأن سوزان مبارك مازالت تتحكم في المكتبة عبر تابعها سراج الدين الذي يبدو أنه أقوى من المخلوع، لكنه يأبى أن يخلع سراج الدين.